الأحد، 23 أغسطس 2009

عنقاء خيانة



جلست قبالة البحر في لحظة غروب ..... جلست صامتة انظر ولا أري ..... صامتة ولكن افكاري صاخبة.... رأيت ما دار بي لسنوات.... 


كنت اعلم ان هذا اليوم سيأتي .... كنت اشك ... والآن تأكدت.... كم تمنيت الموت قبل تلك اللحظة.... كنت في عملي ... اعمل بجهد وتفاني ... لعلهم يرقوني .... أو يوفرون لي المزيد.... وكان لي كلما أردت ... فجأة جائني خطاب ... بكل هدوء قرأته... (إذهبي الآن الي المنزل لتعلمي الحقيقة)..... لم افكر ... لم اضطرب.. كأنما هناك ما يحركني ... ذهبت ... فتحت الباب ... ورأيته .... ورأيتها ...... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .... صرخت ... وبكيت ... ووقعت .... تم قمت ... وذهبت... لم أعد الي هناك مرة أخري.


لكن الحياة أبت لي النسيان .... فهو ترك في أحشائي ..... اقسي عقاب لي.... ترك لي فلذة كبدي...... ترك ثمرة أيامي وسنيني..... لماذا.... لماذا ... أردتك لسنين ولم تأتي.....كم دعوت الله ليخلصني منه .... الآن وبعد أن صرت بلقب مطلقة .... صرت لصيقي .... لا تريد تركي.... انا لا أريدك...... أرجوك إرحل عني.


لم يسمع الله لي .... اشكره واكره نفسي حين أذكر ..... ما كنت أتمناه... لقد رزقني بقرير عيني ..... جعله لي اقوى من ظهري ... فأهلي نبذوني..... برغم انني مجني عليها وهو الجاني ... ولكن كلهم لاموني ...... وقالوا تعلمين كيف هم الرجال ...... قلت لهم لا.... تركوني ....... طردوني ....... قالوا لي لا مكان لكي هنا.


عدت الي عملي.... ورأيت نظرات الشفقة ...... نظراتهم أكلت لحمي ....... لكنني وقفت ...... كالعنقاء لا تهاب شئ ....... أعدت إثبات نفسي ...... وعندما اتممت مستحقات وليدي رحلت..... تعبت ..... ثابرت ...... تعلمت من وليدي ....... أكثر ما تعلمت في حياتي ... لم يسألني عنه ... لم يطلب رؤيته ..... بل كان دوما سندي وشذي روحي.


وانا في تذكري .. إذا بيد حانية تأتي وتلمسني .... وهو امامي يقول لي أمي ... أحبك أمي .... كم تغيرت لحظتها وإذا بي ابتسم واقول له وانت حياتي ... انت مجدي وعطائي .... قمة حياتي....


خيانتي ..... كانت بداية حياتي .... قد كانت واجبة لي لاصحو ...... لأعرف ان هذا قدري. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق