الخميس، 11 يونيو 2009

عودي .... عودي



كنت امشي في شارع ... مكتظ بالناس .... من كل حدب وصوب ...... وانا منشغلة عن كل ما حولي .... كنت بهمومي ومشاكلي ... كيف اكون بكل هذا الإجتهاد ولا احد يحاول مساعدتي ... لا احد يحس بحوجتي الي المال ... كيف سأوفي بديوني؟ ... كيف سيكفيني الوقت لكل احتياجات عائلتي؟ .... متي علي ان ارتاح؟ ... رحت اعدد مآسيي .... العمل .... الزوج .... المال...... احسست فجأة بأنني متقطعة الانفاس..... تتباعد انفاسي عني ... شيئاً فشيئاً أحسست بانني افقدها ولا تعود ... وإذا بي في لحظة افقد آخر الانفاس .... وحاولت ..... وقاومت لإسترجاعها .... ولكني لم انجح .... تهاوي جسدي الي الأرض ..... احسست بهواء بارد يلمسني ... وانني ارتفع رويداً رويداً ... ورحت اسبح في الفضاء .... نظرت الي الارض لأري كل من كانوا معي ... ولكن هم لا يرونني .... ثم وجدت نفسي ابحث عن شئ لا اعلم ما هو .... ثم رايت جسد بلا حركة ... وكأنني اعرف هذا الجسد ... رايت نفسي اذهب اليه ... حركته لأفاجأ بانه لي ..... نظرت الي جسدي وانا كلي استغراب ..... هل يمكن؟ انه لي ... كيف انا هنا وهو لا حياة فيه ...لا احساس.... بالرغم من الزحام .... لم أري أحدا ينتبه ..... أو أن يحاول ان يعيد لي أنفاسي ..... بل كل البشر ذهبوا ..... كما حاول البعض البعد قدر الإمكان عنه..... اردت الصراخ .... ولكن لم يسمعني أحد.... حاولت جذب الانتباه .... لم يرف لأحد جفن ... وكأن العالم كله توقف ... كم احسست بالضياع .... ثم رأيت خطوات صغيرة تقترب مني .... ويدها الصغيرة تلمس الجسد .... وإذا بها رائعة الجمال ..... عيناها كالملائكة .... صافية كالبحر الهادئ .... كانت تهز الجسد وتقول .... "هيا بنا .... هيا بنا" .... ثم لمحت تلك اللؤلوة تتجمع في عينها .... وأخري في العين الثانية .... كم احسست بتلك اللآلي تخترق صدري .... واذا بها تجلس قربي وتنظر في عيني نفسي وتقول " عودي ...... عودي لا تذهبي أمي"..... في لحظة احسست بذات الهواء البارد يلفحني .... واهتز كياني كله وكأني انسحبت لأدخل الي الجسد .... إذا به يرف وانا اعود اليه .... فتحت عيني ورأيتها .... كم احب هذا الملاك .... ثم همست لها .... "حبيبتي ... اين انت؟" ..... قالت "أمي ..... كنت ابحث عن أغلي شئ اقدمه لك ..... ثم عدت ولم أجدك ...... فعرفت انك أغلي ما في الدنيا" ..... ضممتها ..... ورحت ابكي ......وندمت علي انشغالي بهمومي ....... عن أهم أحلامي .... وعرفت كم انا محظوظة وان كل همومي لا تساوي لؤلوة واحدة ... من عيني ملاكي .... ثم انحدرت دموعي .... قالت "لماذا تبكين امي؟ لا تبكي وأنا معك" ..... قلت لها ...... "أنت أغلي ما في حياتي .... احبك يا ملاكي" رايت شمسي تبتسم وتقول "اذا هيا بنا " فتعانقنا وحملتها وذهبنا وكلي ايمان بأن لا شئ صعب في العالم ونحن معاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق